،، نحو الانعتاق،، بقلم،، سميا،، دكالي
#نحو_الانعتاق  🌄
الحرية ولدت مع الإنسان، فهي فطرة جُبل عليها، لذا تجده تواقا لأن يحيا دون قيود، لكن تثقله تلك الأخيرة ويستعبده المنطق حين يدعي الفضيلة والمبادىء،فإذا ما ضيق عليه تضيع منه حريته لينحني ويعيش مستسلما وترحل كل الأشياء الجميلة التي خلقت معه وأحبها، فتكون بذلك أكبر خسارة تصيبه بعد هذا السلب حتى ولو استرجعها أو منحت له لاحقا.
لأنه لن يتمكن من النهوض ولا حتى أن يستشعر بطعمها كما البداية، ما دام قد تعود على الاستسلام والرضوخ.
كذلك العصفور الذي يقضي فترة طويلة في القفص، سجينا يأكل ويشرب، وهو ينوح على حريته التي اغتصبت منه قهرا، وسجانه يظن أنه يغني فرحا، فإن حدث وأعطيت له حريته ليطير في الفضاء فلن يستطيع التحليق، لأنه تعود على ذاك المكان الضيق حتى نسي كيف يطير، فما تمكن أن يعود لحياته الطبيعية.
وإذا ما بحثنا عن سبب ذلك، والداعي لاقتراف ذاك العمل الشنيع، لوجدنا أن حب الذات دون الغير وانعدام المحبة هما من يكونا وراء ذلك.
فلو امتلأت القلوب بالحب ما تعدى أحد على حرية أخيه ولا فكر في سلبه لحق من حقوقه المشروعة، ولا داس على كرامته وأذله حتى يُرضي شجعه على حسابه. وأيضا لو أحب الطبيعة بكل ما فيها، لما سولت له نفسه في التعدي عليها وعلى ما يتواجد فيها.
فالطبيعة بسماءها وأرضها وكل ما تحتويه لها حق علينا أن نحفظها ونحمي كل ما تحويه، ولن يكون ذلك إلا بالحب، حب الحرية للغير كما تحبها لنفسك، ولن تعرف قيمة ذلك إلا إذا وضعت نفسك مكان العصفور وأنت سجين في مكان وإن كان رحبا، يقدمون لك أشهى الطعام والشراب تنعم برغد العيش، ولكنك محروم من التنقل أكيد ستشعر بشيء ينقصك وقد تموت كمدا إن لم تسعى للانعتاق من ذاك القيد للحصول على حريتك.
فلا أجمل أن نغمر قلوبنا بالمحبة، لأنها تظل السحر  الذي يفضي إلى الحرية، فإن ملأت القلب فستسمو به نحو العلياء وتطهره من الشوائب ليتحرر منها  حتى يغدو محبا.
      #سميا_دكالي

 
 
تعليقات
إرسال تعليق