،، اعلمه الرمايه كل يوم فلما اشتد ساعده رماني،، بقلم،، احمد قطب زايد


أُعَلِّمُه الرمايَة كُلَّ يَومٍ فَلَمّا اشتدَّ ساعِدهُ رَماني*
بقلم/احمد قطب زايد
تعتبر الأمثال الشعبية والعربية، هي أسهل وأسرع وسيلة لوصف الموقف ولنقل الحكم والمواعظ عبر العصور المختلفة، حيث أصبحت إرث يتوارثه الأجيال جيل تلو الآخر، كما أن هذه الأمثال أرق من الخطابة وأبقى من الشعر، وذلك نظرا لكونها تتكون من كلمات قصيرة وموجزة، علاوة على كونها تحمل الكثير من المعاني التي قيلت في مناسبة خاصة، ثمّ صارت لما فيها من حكمة تذكر في كلّ مناسبة مشابهة، ولكي تصير الجملة مثلاً فلا بد من اشتمالها على الإيجاز وحسن التشبيه، وإصابة المعنى وحسن الكناية فالأبيات تضرب مثلاً لمن يجازي الاحسان بالسوء. ومن الأَبياتِ المشهورةِ الِّتي يُضرَبُ بِها المثَلُ فيمَن يُنكِرُ إِحسانَ مَن أَحسنَ إليهِ، ويُجازِيه بِالإحسَانِ إِساءةً،( أُعَلِّـمُهُ الرِّمَـايةَ كُلَّ يَـومٍ فلمَّـا اشْتَدَّ سَاعِدُه رَمانِي) يعد هذا المثل من أكثر الأمثال المتداولة معنى ومضمون ، وهو مثل عربي شهير يضرب حينما يتنكر الفرد لمن أحسن إليه ، فقد يتنكر الشاب ، حينما يصبح رجلاً فتياً لأمه ، وقد تتنكر الابنة التي ربُيت وعُلمت حتى تزوجت فدور المسنين والشوارع تعج بمئات الأهالي الذين لفظوا من قبل أبنائهم ، لأنهم اعتبروهم عبئاً ثقيلًا عليهم ، وهذا ما يرفضه الإسلام شكلًا ومضمونا ليس المعروف لكل الناس سواء ، فهناك أناسا مهما فعلت لهم لن يشكروك ، وسينكرون دائما وقفتك إلى جوارهم ، وتقديمك الدعم والمساعدة ، عزيزي قارئ المقال يرجع أصل هذا المثل إلى قديم الزمان، عندما قام رجل من العرب بتربية ابن أخته، حتى صار شاباً قويا، ولما أدرك الشاب بأنه قوي وقادر أن يعتني بنفسه، بدأ يتنكر من جميل الرجل الذي اعتني به منذ الصغر، وأصبح الشاب يعامله بجحود وقسوة ونكرانه للجميل لهذا المربي الذى قام بكتابة بعض الأبيات الشعرية، لتصف مدى حزنه من جهة، ومدي قسوة وجحود الشاب ونكرانه للجميل وتقول الأبيات:
فيَا عَجَبًا لمن رَبَّيْتُ طِفْلاً ألقَّمُهُ بأطْراَفِ الْبَنَانِ
أعلِّمهُ الرِّماَيَةَ كُلَّ يوَمٍ فَلَمَّا اشْتَدَّ ساَعِدُهُ رَمَاني
وَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَظْمَ الْقَوَافي فَلَمَّا قَال قَافِيَةً هَجَاني
وأصبح الناس يتداولون هذه الابيات وخاصة الشطر الذي يقول "فلما اشتد ساعده رماني"، حيث أن هذه الأبيات توضح الدور العظيم والمعروف الذي قدمه هذا المربي، حيث أنه علم هذا الشاب الكثير من الأمور من ضمنها، فنون الرماية، الشعر وغيرها ، ومنذ ذلك الوقت، وأصبح الناس يرددون هذا المثل، عندما يسئ أحد وينكر فضل من أحسن إليه. ويحث الدين الإسلامي المؤمنين على مقابلة الإساءة بالإحسان، حتى تسود روح المودة والأخوة والمحبة بين الناس، ولا تظهر الشحناء والبغضاء والكراهية بين البشر. اللّهمّ اجعلنا من الشّاكرين لجميل الآخرين، الممتنّين لهم بالكلمة والموقف والسّلوك، ولا تجعلنا من قاطعي المعروف والمتنكّرين له، يا أرحم الراحمين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

،، بحبك قوي،، لشاعره الرومانسيه،، حنين عبد الرحمن

،، بياض الألم في دنيا العدم،، للشاعر،، فؤاد زاديكي