قصه قصيره،، عم سعد،، بقلم،، عصام قدري السعدني


قصة قصيرة..
(عم سعد).. 
لا أعلم عنه شيء إلا إسمه ولست متأكداً إذا ما كان هذا إسمه الحقيقي أم إسماً مستعاراً أو إسماً أطلقه عليه أحدهم.. هذا الشخص الغريب الذي لا يمت لقريتنا بصلة ولا نعرف عنه سوى ملامح وجهه المريبه والذي إذا ما رأيته لأول مرة شعرت بالخوف من هيأته المبعثرة وملابسه الرثه وملامحه الحادة هذا هو شعوري في أول مرة رأيته أمامي يسير في الإتجاه المعاكس وأعتقد أن هذا كان شعور كثير ممن يراه إن لم يكن جميعهم خاصة الأطفال.. فكان يحمل علي كاهل ظهره حقيبة كبيره لا أعلم ما بداخلها تراه كما لو كان قد أتى إلينا من زمن الجاهليه تستطيع أن تطلق عليه لقب رحالة أو عابر سبيل ومايلفت النظر ويجعلك تضع كل علامات الإستفهام؟؟ كل تلك الأربطة التي كان يحزم بهاسيقانه لا أدري إذا كان هذا ناتجً عن شعوره بالألم أم وقاية وحماية لها من أي صدمات أو كدمات قد يتعرض لها وذلك لكثرة تواجده في مناطق جبلية وزراعية بشكل دائم.. قليل الكلام لدرجة تجعلك تظن أنه لا يتكلم في اليوم أكثر من ثلاث كلمات تتلخص في التحية الصباحية والتحية المسائية والحمد والثناء علي النعم التي أعطاها الله إياه.. ولكن الغريب في قصة هذا الرجل الذي ترى علي وجهه برغم ملامحه وهيئته سماحة منقطعة النظير وقناعة لم  أعهدها على أحد وعزة نفس وكرامة لم أشهدها قط فهو دائما ما يرفض أي مساعدة أو صدقة أو إحسان من أحد ولا أعلم من أين يتقوت تعددت وتنوعت كل الروايات التي ذكرت تفاصيل عنه على لسان أهل القرية أتذكر منها أشهرها أنه من الأثرياء وقامت زوجته وأولاده بالإستيلاء علي ثروته وقاموا بطرده وهذا هو الأمر الذي جعله يزهد الدنيا ويعيش هائما في ملكوت الله.. وقيل أيضا أنه حُجِر على ثروته بسبب قروض حصل عليها ولم يستطع السداد ولذا تم التحفظ على ممتلكاته.. وقيل أنه كان يحب زوجته كثيرا والتي كانت تربطه بها قصة حب مثلما نسمع عنها في الروايات ولكنها توفيت بسبب مرض نادر ولم يستطع إنقاذها لسوء أحواله المادية وفقره الشديد حتى أنه لم يستطع أن يشتري لها ثمن الدواء.. أما أنا ف كنت أعتقد أنه شخص تابع لأجهزة المخابرات أو أمن الدولة وهذا لأني كنت أرى في تصرفاته الحكمة وأجد في حديثه البلاغة!!!!تعددت الروايات ولا أعلم ما أصدقها وما حقيقتها فحقيقته يعلمها الله الذي هو في رحابه الآن.. رحم الله رجلا عاش مجهول الكيان ومعلوم الهوية.
بقلم 
عصام قدري السعدني..
مصر..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

،، نظراتها تحي الفؤاد،، للشاعر،، محمد حميده

،، بحبك قوي،، لشاعره الرومانسيه،، حنين عبد الرحمن